تعرف على مكان ظهور المهدي المنتظر؟ Do you know where the expected Mahdi will appear?
هل الشرق يتهيأ لظهور المهدي المنتظر؟ |
انتشر
في الفترة الأخيرة جدل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب تداول مقولات دينية تتحدث
عن وقوع علامات قرب ظهور المهدي المنتظر؟
ومن
أكثر الأقاويل التي تم تداولها بقوة باعتبارها حديث نبوي هو قولهم: "هلاك
سبعة حكام عرب يسبق ظهور المهدي المنتظر)؛ فما حقيقة هذه المقولة؟
ومدى صحتها عقائديا ؟وهل هي بالفعل حديث نبوي؟
لم
تخلو كتب العقيدة والروايات والأحاديث النبوية من ذكر المهدي المنتظر؛ فهو حقيقة
لا جدل فيها لدى أهل السنة والجماعة والمذاهب الإسلامية، وهو إمام من أهل البيت
النبوي سيظهر في آخر الزمان ليملأ الأرض عدلاً وقسطاً بعدما ملئت ظلمًا وجورًا.
وهناك
العديد من الأحاديث النبوية التي تتحدث عن علامات قدومه وأوصافه وما سيقوم به من أعمال. بالبحث
في كتب العقيدة والأحاديث تستطيع أن تتثبت.
أما
عن الحديث الذي يتم تداوله فقد ذكرت كثير من الواقع الدينية وعلمائها أن هذه
المقولة تحديدا لم يكن لها أي ذكر أو أثر في الروايات والأحاديث الصحيحة المذكورة
عن النبي صلى الله عليه وسلم،، وهنا ننقل لكم الرأي الفقهي من المواقع الدينية التي
ردت هذا الأمر وحسمت الجدل الدائر بين السائلين:
نقلاً عن شبكةالألوكة: {أما الحديثُ المذكورُ - في السؤال - فموضوعٌ ليس موجودًا في شيءٍ من كتب
السُّنَّة، ولا في دواوين الإسلام، وهذه أمارة الوضع عند أهل العلم؛ فضلًا عن
الرِّكَّة الظاهرة في ألفاظه، وكذلك الحديث المذكور في سقوط سبعة أمراء لا يصحُّ -
أيضًا - إلى النبي - صلى الله عليه وسلم. هذا؛ ولا يجوز تداوُل تلك الأحاديث المنتشرة على
الإنترنت؛ حتى نعلمَ صحتها من ضعفها؛ لأن ذلك يتوقَّف على ثُبُوت الحديث إلى النبي
- صلى الله عليه وسلم - من عدمه، فإن ثبتت نسبتها إليه، فإن نشرها من عمل الخير
والتعاوُن على البرِّ والتقوى، والدلالة على الأعمال الصالحة. وأما إن لم تثبت نسبتها إلى الرسول - صلى الله
عليه وسلم - فإنه لا يجوز نشرُها؛ فقد توعَّد الرسولُ - صلى الله عليه وسلم - من
حدَّث عنه بما لم يقلْ، فقال: (من حدَّث عني بحديثٍ يرى أنه كذب، فهو أحد
الكاذبين)}.
هذا
وقد أعاد الجدل الثائر؛ الحديث عن المهدي المنتظر إلى الواجهة من جديد، وانتشرت الأسئلة
بين قطاع كبير من الشباب عن حقيقة المهدي المنتظر ومن أين سيأتي وهل ما يحدث في
الشرق من أحداث وصراعات وأحداث يشيب له الولدان، هل له علاقة بقرب ظهور المهدي
المنتظر، هذا ما سنحاول طرحه في هذا المقال:
حقيقة وجود المهدي المنتظر: Belief in the Awaited Mahdi: A Pillar
يؤمن
المسلم بأن هناك إمام عادل سيظهر في آخر الزمان ليعيد الأمر الإسلامي إلى نصابه
ويملأ الأرض بالعدل بعدما ملئت جوراً.
ذلك
لأن الأحاديث التي ذكرت ظهور المهدي المنتظر هي أحاديث صحيحة ومؤكدة عن النبي صلى
الله عليه وسلم، ومن ذلك {أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تذهب -أو لا تنقضي-
الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي}.
وعن
أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المهدي مني.. أجلى الجبهة
أقنى الأنف يملأ الأرض قسطاً وعدلا، كما ملئت ظلماً وجوراً، يملك سبع سنين. رواه
أبو داود والحاكم وحسنه الألباني في صحيح الجامع.
هل
سيأتي المهدي المنتظر من الشرق؟
يقول
ابن كثير في كتاب البداية والنهاية: (أن المهدي الموعود به يكون في آخر الزمان،
ويكون أصل خروجه من ناحية المشرق، ثم يأتي مكة، فيبايع له عند البيت الحرام) وذلك
استنادا لحديث:
ثوبان
رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقتتل عند كنزكم ثلاثة
كلهم ابن خليفة، ثم لا يصير إلى واحد منهم، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق،
فيقتلونكم قتلاً لم يقتله قوم ثم ذكر شيئاً لم أحفظه فإذا رأيتموه فبايعوه ولو
حبواً على الثلج، فإنه خليفة الله المهدي" رواه ابن ماجه والحاكم وقال ابن
كثير: هذا إسناد قوى صحيح.
ولكن
ما اتفق عليه أغلب أهل العلم أن المكان الذي سيظهر فيه المهدي هو المسجد الحرام
بمكة المكرمة، فهناك من يرى أنه سيظهر في مكة المكرمة أو المدينة المنورة بناءً
على بعض الروايات منها:
قوله
صلى الله عليه وسلم: "لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لبعث الله رجلاً من
أهل بيتي يملأها عدلاً كما ملئت جوراً، وذلك من بين الركن واللبن".
وبناءً
على ذلك، فإن الراجح وفقًا للآراء الفقهية هو أن المهدي المنتظر سيظهر في المسجد
الحرام بمكة، وتحديدًا في المنطقة ما بين الركن اليماني والحجر الأسود في الكعبة
المشرفة.
أحاديث
أخر الزمان عن الشرق الأوسط: End-time hadiths about the Middle East:
تعددت
الروايات والأحاديث النبوية التي تروي لنا عن فتن وملاحم وأحداث تقع في أخر الزمان،
ولأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى إنما هو وحي يوحى إليه، فقد
وقع الكثير من المشاهد التي حدثنا عنها ومازلنا ننتظر وقوع الأخرى، ولكن بالتمعن
في تلك الروايات تجد أن أكثر المشاهد والعلامات التي تدل على القيامة تخرج من
المشرق ومنطقتنا العربية، ومنها الكثير من الأحاديث الصحيحة:
قال
النبيُّ: (اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا في شَأْمِنَا، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا في
يَمَنِنَا قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، وفي نَجْدِنَا؟ قالَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ
لَنَا في شَأْمِنَا، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا في يَمَنِنَا قالوا: يا رَسولَ
اللَّهِ، وفي نَجْدِنَا؟ فأظُنُّهُ قالَ في الثَّالِثَةِ: هُنَاكَ الزَّلَازِلُ
والفِتَنُ، وبِهَا يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ).
قال
النبي عن الساعة:{إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آياتٍ فذكر: الدخان، والدجال،
والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف (خسفٌ
بالمشرق وخسفٌ بالمغرب وخسفٌ بجزيرة العرب) وآخر ذلك: نارٌ تخرج من اليمن تطرد
الناس إلى محشرهم}.
قال
النبي: {لا تقوم الساعة حتى يَحِسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه، فيُقتل
من كل مائة تسعة وتسعون، ويقول كل رجل منهم: لعلي أكون أنا الذي أنجو}.
الحكم العادل للمهدي والمسيح في آخر الزمان: The Just Rule of the Mahdi and Christ in the End Times
سيكون
ظهوره مقدمة لخروج المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، حيث سينزل قرب المنارة
البيضاء الشرقية بدمشق وسيصلي خلف المهدي. ومن ثم سيقضي المهدي والمسيح على النفاق
والفتن والاضطرابات في المجتمع ويحكمان العالم بالعدل لفترة من الزمن.
إن
الإيمان بالمهدي المنتظر هو ركن أساسي من أركان العقيدة الإسلامية. وظهوره بحسب
هذه الروايات سيكون في أقدس بقاع الأرض حيث بيت الله الحرام بمكة المكرمة، وذلك
لنشر الحق والعدل في العالم بعد الفساد والظلم المستشري.
تعليقات
إرسال تعليق