ما لا تعرفه عن صخرة الروشة وجهة بيروت الجميلة
أصبحت الصورة في عالمنا الحاضر جزء يومى من حياة الإنسان خاصة عالم السوشيال ميديا وهواة السيلفى وعشاق توثيق اللحظة والتصوير مع المعالم السياحية المختلفة.
صخرة الروشة هي بطل من ابطال السيلفي اليوم
لكل بلد معلم سياحى يضاء عند كل حدث جلل واختارت لبنان "صخرة الروشة" التي بها تجويف يعطيها شكل من أشكال الكهوف ومغامرات الأساطير ليكون معلمها الذي يضيء عند كل حدث لبناني او تضامن عالمي، كما أن الصخرة ملاذ لعشاق رياضة القفز في المياه والتي أقيمت إحدى مسابقتها بالروشة العام الماضى، ولعل أشهر الصور واللقطات هو كليب اغنية "جانا الهوا" للفنان عبد الحليم حافظ وهو يمر بمركبه داخل تجويف الصخرة الشيبه بالكهوف.
معلومات تاريخية وعلمية عن صخرة الروشة وعن موقعها من بيروت وأشهر الأماكن المحيطة بها،
يحدثنا عنها الباحث في الشأن التراثى والاعلامى اللبنانى زياد عيتانى في حديث خاص لموقعنا (بطوطة حول العالم) .
حديث عيتاني عن "الروشة":
منطقة الروشة هي جزء من واجهة بيروت البحرية التاريخية، تعتبر واحدة من أكثر المعالم السياسية في بيروت التي لا بد لكل سائح من زيارتها، وإلتقاط الصور على خلفية الصخرة الدهرية التي سميت المنطقة بإسمها (rochez).
صخرة الروشة واحدة من أروع معالم السياحة في بيروت، وأشهر المعالم الأثرية في لبنان عامة،
وهي عبارة عن صخرتين هائلتي الحجم، إحداهما أكبر من الثانية، والكبيرة هي الصَخرة المجوفة من أسفلها، ويبلغ ارتفاعها ما يقارب 70 مترا، ويبلغ ارتفاع الصخرة الثانية الصغيرة حوالي 25 مترا وقد تأثرت بعوامل التعرية الجوية التي تعرضت لها عبر الزمن، ما أدى إلى جعلها مُدببة الشكل، حيث يقال إنها تكونت منذ آلاف السنين نتيجة الزلازل القوية التي ضربت مياه بيروت في القرن الثالث عشر.
مسمى كلمة “روشة” يعود إلى أصل آرامي، حيث تلفظ “روش” وبالعربية رأس، واخرون يرجعون المسمى أصل فرنسي، حيث تعني كلمة “روش” باللغة الفرنسية الصخرة،
هي احد المحطات الأساسية لمستشرقي القرنين الثامن والتاسع عشر الذين وفدوا لاستكشاف الشرق الأوسط في ظل الحكم العثماني.
وتبرز الصخرة وتطغى بوضوح على سائر المشهد في الرسومات التي أعدّها أولئك المستكشفون الأوائل، وبين عامي 1831 و1840 أثناء حملة محمد علي باشا على بلاد الشام – أطلق الكثير من الخبراء الفرنسيين الذين رافقوا ابراهيم باشا اسم “لا روشيه” على هذا الموقع الصخري، بعدما كان يُعرَف سابقاً باسم “مغارة الحمام”.
الروشة في القرن العشرين:
كان ما يعرف اليوم بمنطقة الروشة عبارة عن مساحة زراعية شاسعة، فيها أنواع مختلفة من الزراعات.
فحقول التوت كانت منتشرة على السهول المطلة على البحر، وأشجار الصبار كانت تفصل بين الحقل والآخر. وفي مطلع القرن العشرين، كانت حقول الخس وبساتين أخرى منتشرة في منطقة الروشة من بيروت.
وبقيت المنطقة على حالها حتى خمسينيات القرن الماضي حين بدأت عمليات البناء فيها. كانت بيروت في تلك المرحلة تتحول إلى معلم أساسي للسياحة في المنطقة،
وكانت الناحية الأكثر جاذبية فيها في اتجاه ساحلها منطقة ذات بولفارات واسعة على الطريقة الباريسية، فيها أشجار نخيل، ومقاهٍ على الكورنيش تطل على البحر الذي تتلاطم أمواجه على هذه الكتلة الصخرية في خليج صخرة الروشة.
الروشة في العصر الحديث
-مع بداية الستينات كانت النهضة والطفرة العمرانية لمنطقة الروشة، لتتحول إلى منطقة سياحية بإمتياز، حيث بدأ تشييد الفنادق المطلة على البحر (أبرزها: فندق “فيدرال” وفندق “الكارلتون”) فضلاً عن مبانٍ سكنية فخمة صممها معماريون مشهورون، حيث طغى عليها طابع الحداثة الهندسية الشبيهة بالنمط الأوروبي، لتقطن فيها العائلات البيروتية الميسورة، فضلاً عن العرب الوافدين إلى بيروت من محتلف الأقطار العربية، كما كانت مقر إقامة كبار الفنانين المصريين الذين كانوا يقضون فترات طويلة في بيروت، من بينهم المطرب الراحل فريد الأطرش الذي أنشأ ناد ليلي في المنطقة حملت اسمه.
اهم المعالم في منطقة الروشة:
كذلك أفتتحت في المنطقة المسابح والمطاعم والمقاهي الفاخرة، أبرزها: نصر، دبيبو، لا غروت دي بيجون، شي بول، بوباي، الجندول، نادي عصام رجي، وسواها...
لكن أبرز معلمين في الروشة كنا: مطعم اليلدزلاز، ومقهى دولشي فيتا.
*مقهى دولشي فيتا: كان ملتقى المثقفين والمفكرين والأدباء العرب، كما انه كان يحتضن عدداً كبير من الساسيين المنفيين من بلدانهم، حيث كانت تدور بينهم جلسات النقاش السياسي والفكري، ويحكى أن كثيراً من الإنقلابات في عدد من البلدان العربية خطط لها من هذا المقهى!
*مطعم اليلدزلار: من اجمل وافخم المطاعم في زمانه الجميل، اصحابه اخوة من بيت القاننجي من أصل تركي، كانوا كرماء وكان مطعمهم من اشيك المطاعم، وإشتهر المطعم بأنه كان يقدم أكثر من ستين طبقاً من "المازة" (المقبلات) اللبنانية.
لبنان الجميلة
ردحذف